تزامنًا مع معرض الكتاب الدولي الذي يعبر القارات والدول ليعرض لنا ما لذ وطاب من الوجبات العلمية والفنية والفلسفية والدينية نسألكم السؤال الآتي: كيف تقومون باختيار الكتب في مكتباتكم طوال العام؟ وإذا عكسنا الأدوار من منظور تسويقي، كيف تجد الكتب طريقها إلى مكتباتكم؟!
السؤال حقيقي وصحيح في كل الأحوال لأن كل كتاب هو مشروع منتج ومحتوى له قراءه وطلابه، تعمل دور النشر اليوم على دراسة جمهور القراء ومعرفة الفئات المستهدفة أكثر من ذي قبل والتعرف عليهم عبر أمازون و Good Reads و Google وغيرها من المنصات، أما مرحلة كتابة محتوى الكتاب فلم تعد تعتمد على مهارات الكاتب وحده فحسب، إنما الفريق الذي يعيد هيكلة الكتاب ويدقق اللغة والكلمات ليكون ممتعًا ويجيب على تساؤلات القارئ بمُجرد توقعها، ويضفي على الكتاب الرسومات الذهنية والتمارين، ويكون مادة تستحق القراءة أكثر من مرة، وهُنا يتحول الكتاب إلى منتج مدروس بانتظار أن يحقق الطبعة الثانية والثالثة والرابعة ولا تنضب عملية بيعه على مدى الأجيال بسهولة.
يحدث أن يثير كتاب ما اهتمام جميع الفئات، ويشيع البحث عنه أكثر عن غيره من الكتب، ذلك أن بعض الكُتب تعطش الناس من أجلها طويلاً فهي إجابة على تساؤلات العصر أولاً، وتحقق المعايير التي يبحث عنها القارئ وبالضرورة حصلت على نصيب جيد من التسويق.
الكتب الأكثر مبيعًا حول العالم اتفقت في عدة معايير:
أولاً: هوية الكاتب بحد ذاتها تسوق للكتاب المنتظر مثل أوبرا وينفري، ميشيل أوباما، روبن شارما، ستيفن كوفي، أحمد الشقيري أليف شافاك، بثينة العيسى، سعود السنعوسي، وغيرهم ممن أعطت سمعتهم الثقة لشراء كتبهم.
ثانيًا: هيكلة الكتاب ولغته تحقق سمعة قوية وهو ما تبرع فيه دور نشر محدودة في العالم التي تعرف قراءها جيدًا وتعرف كيف يفكرون وما الذي سينتظره القراء من الكتاب، وكيف تتجاوز توقعاتهم في كل مرة.
ثالثًا: خطة تسويق جيدة، يُخطئ الكثير من الكُتّاب الذين يعتقدون أن الكتاب الجيد سيجد قارئه، فالقارئ اليوم أمام ملايين الخيارات وهو متشتت، بحاجة للحوافز ومن الممكن أن يأخذ بيديه كاتب جيد ودار نشر تجيد إيقاف حيرته، وهو ما فعله هال الرود حتى قبل أن يكتب معجزة الصباح وهو تحقيق التواصل مع قراءه عبر منصة تساعدهم على الوصول لأهدافهم وتغيير عاداتهم والحوار مع من يشبهونهم من الناس، كما فعل جيمس كلير عبر نشرات بريدية قام بتحويلها إلى كتاب ثمين جدًا (معجزة الصباح).
رابعًا: دار نشر موثوقة تُساعد في تحقيق كل ما سبق، تبني هوية الكاتب وتسوقها، تسهم في بناء محتوى جيد وتوجيهه، تفهم القراء، ولا تتوقف عن التسويق الاستثنائي للكتب. فمن قال أن الكِتاب يجب أن يكون مملاً؟