هل فكرت مؤخرًا باقتناء مُنتج فاخر؟ منتج لم تعتد على أن تصرف عليه مبالغ خيالية، مثل حقيبة مصنوعة من جلد التمساح؟ أو بدلة من تصميم مصمم عالمي معروف لارتدائها في بلد تصل حرارته إلى ٤٠ درجة؟ أو سيارة فاخرة؟ إلى حد أنك وفرت مالاً وستستمر في التوفير حتى إشعار آخر من أجل سداد قيمتها؟
ليسَ نمط الحياة الحديث والمُتباهي وحده الذي يحرك فينا هذه الرغبات الجنونية، لكن جُنت بعض العلامات التجارية في سبيل تحقيق المزيد من الأرباح، المزيد من الظهور، المزيد من التنافس، لتفقد بوصلة التموضع بين بقية العلامات المنافسة لها.
علامات من أجل تحديد المكانة!
لا أحد يستطيع إنكار الوظيفة الأساسية للعلامات التجارية الفاخرة، إنها أشبه بمُلصق سعر ترتديه لتحديد ما تستطيع صرفه والحصول عليه، فحضورك اجتماع أو مجلس هام والتوقيع بقلم (Montblanc)، يختلف عن توقيعك بقلم Cartier، كما يختلف كُليًا عن التوقيع بقلم من Pelikan!
جُنت بعض العلامات الإيطالية في سبيل البقاء كعلامة محدودة ومميزة وظاهرة، أبرزها Burberry التي ظهرت بأكثر من مجموعة تصاميم للحقائب والجلديات والملابس، لتضع شعارات تختلف تمامًا في طبيعة الظهور والشخصية عن الشعار الأساسي والتاريخي للعلامة. هل هي وسيلة للوصول لأكثر من سوق؟ أم أنها تعيش حالة من التخبط في التعرف على مكانها في السوق في ظل التنافس المحموم لاقتناء المزيد من العلامات الفاخرة، من قبل كل الأجيال، والفئات العُمرية والطبقات الاجتماعية.
جيل Z وتيك توك والعلامات (الفخمة):
لا يثير جيل زد جنون الأمهات فحسب بل يتعدى الأمر للسوق، يُنعش جيل Z السوق ويغير المعايير. حيث يستمتع جميع مستخدمي تيك توك بتجربة (الترندات) على Tik Tok أصبح نشر مفاهيم وأنماط الموضة لدى الجميع أمرًا سهلاً وسريعًا وقصير المدى أيضًا، حيث توجهت الكثير من العلامات التجارية بإطلاق تحديات عجيبة غريبة للجيل الجديد عبر تيك توك، ليصبح من السهل التعرف على نمطها وطبيعتها وشخصيتها. انقلب السحر على الساحر حين أصبح المستخدمين يصنعون مظاهرهم الشخصية باستخدام أدوات رخيصة لتقليد العلامات التجارية الفاخرة، نعم أصبحت بهذه الطريقة في متناول الكثيرين أكثر من ذي قبل بأرخص البدائل الممكنة، ومع ذلك اعترفت الكثير من العلامات بقوة تأثير هذا الجيل حين تنازلت وأعلنت عن نفسها عبر المؤثرين و(الترندات) القصيرة المدى، مع اختيار سُفراء لم يتعدى عمرهم الثمانية عشر عامًا في أسابيع الموسمية.
إن ظهور إعلان للسيارة الفاخرة Rolls Royce على Youtube أمر مثير للجدل، فهي سيارة ليست لأولئك الذين يقضون وقتهم على Youtube -كما تُموضع نفسها في السوق- لكن مع ذلك، لماذا لن تبيع Rolls Royce سيارتها لأولئك الذين يصل متابعيهم لملايين الناس حول العالم مهما كانت فضاعة محتواهم المنشور أو روعته؟. كما أن تشتت سلوكيات المستهلك في العصر الحالي تُنبئ أنه قادر على مشاهدة اليوتيوب بينما رصيده في المصرف يتزايد في ذات الوقت!
القيمة المُضافة للمنتج، تختلف عن قيمة البيع الأساسية التي تجعل منه منتجًا مميزًا ومرغوبًا، كما تختلف أيضًا عن ظهور العلامة وشخصيتها، جميعها عناصر تصنع العلامة، تموضع مكانتها وتحدد عمرها وقيمتها في السوق ولهذا كان من الجيد أن نذكركم بهذا المبدأ والسبب الرئيس لاقتناء مُنتج ما.
سؤال النشرة: وش في خاطرك تشتري (علامة ثمينة جدًا) وليش؟، السبب الرئيسي اللي يخليها ضمن أهدافك؟ ولو ما كان عندك هدف مثل هذا ترا عادي، أنت إنسان طبيعي، ونفرح إنه بعد باقي منك.