هل أنت مُدرك للفوضى التي تعيد ترتيب عالم التسويق؟ وتؤثر على تخصيص خدمات الوكالات؟ تمنح المحتوى الأصيل قيمة أكبر، وتصعّب علينا فهم الفارق بين المسوقين وصناع المحتوى المُكرر؟ أسعار العاملين المستقلين مصابة بحالة هيستيرية من التفاوت، بينما عروض أسعار وكالات التسويق متغيرة تبعًا لقوة العلامات وسرعتها في الاستجابة لاحتياجات السوق وعلاقاتها بالمستثمرين.
يعيد تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي هيكلة الكثير من الشركات إذ يؤثر على تحليل وفهم احتياجات العُملاء بشكل أعمق من ذي قبل، وبالتالي تحسين استهداف الجمهور وتخصيص العروض المالية واستراتيجيات التسويق المقترحة تبعًا لاحتياجات كل عميل التي أصبح الطريق إلى فهمها مثل شرب الماء، من جهةٍ أخرى تؤثر أدوات الذكاء الاصطناعي على قرارات العُملاء في اختيار مقدمي خدماتهم.
قصة العميل (اللي غيّر من وكالة لفريلانسر)
يُحكى أن عميلاً اعتاد التعامل مع وكالة تدير إعلاناته ومنصات التواصل الخاصة بشركته. حيث قام بالتحويل من وكالة إلى فريلانسر، تتكرر القصة مع الكثير من العملاء بينما يشعر البعض منهم باليأس من التفكير الأحادي والتعلم الذاتي فيحتاج لفريق متكامل للتعامل مع علامته بدلاً من عقل واحد مفكر، ويبقى توليد الأفكار وتشغيل الإعلانات وتحسين الظهور في محركات البحث ليست مهارة الجميع، إدارة العملية تطلب الكثير من الجهد للتحكم بالهوية وإظهار القيمة مع العناية بالمبيعات وإدارة جودة المنتجات في خضم كل هذه العملية حتى مع توفر أدوات الذكاء الاصطناعي.
هل التسويق بالمحتوى أصبح مهنة الجميع؟
تتوقع قراءات Gitnux أن تصل قيمة صناعة التسويق الرقمي إلى 807 مليارات دولار بحلول 2026، حيث من المتوقع أن تصل إيرادات التسويق بالمحتوى إلى الضعف حتى ذلك الحين. لماذا تبدو هذه الأرقام ليست بعيدة المنال؟ أصبحت معطيات أدوات الذكاء الاصطناعي تساهم بشكل "جبار" في إنتاج هذا المحتوى وتحويله لمنتجات وإلهام الفنانين والكتاب على تنفيذ أفكارهم فهُم لم يعودوا بحاجة لأوقات عزلة طويلة، أو الذهاب في رحلة بحث عن الإلهام، كما لم يعد التسويق مقتصرًا على المسوقين فحسب، حيث يقوم الكثير من الموظفين بالاستقلال بعملهم وتقديم خدماتهم الفردية في كافة المجالات وترويجها عبر شبكات التواصل الاجتماعي طالما أصبح من السهل على المهندسين وخبراء الموضة والمظهر والمصممين والمعلمين والأطباء والاستشاريين بناء قاعدة جماهيرية خاصة بهم.
الخلاصة
إن المنافسة لا تحتدم بين الإنسان والآلة حقًا، مع ذلك فإن معايير الإبداع والحصول على المعرفة بدقة تستمر في ارتفاعها، يساعدنا الذكاء الاصطناعي في توليد أفكار جديدة مبنية على بحوث وبيانات أكثر حداثة لكن الحكمة تكمُن في السعي للوصول لمفاهيم بحثية أكثر أصالة ودقة، وعليه فإن حاجتنا للتعلم المستمر زادت أكثر، بينما ضرورة اختصاص الأفراد في التسويق لقطاعات معينة ستزيد لأن فرص التمييز بين عمل وآخر ستكون واضحة للعيان.
.png)
.png)